قِصَّة: (الوَرْدُ)

قصة الورد - مدونة طفلك المتميز

أَحْضَرَ الأَبُ بُذُورَ زَهْرَةِ الْيَاسَمِينِ وَقَامَ بِزِرَاعَتِهَا فِي الحَدِيقَةِ، وَكَانَتْ اِبْنَتُهُ "سَلْوَى" تُتَابِعُهُ لِتَتَعَلَّمَ كَيْفِيَّةَ زِرَاعَةِ الوَرْدِ..

قَالَتْ "سَلْوَى":

- هَلْ سَيَكْبُرُ الْوَرْدُ الْيَوْمَ يَا أَبِي؟

ضَحِكَ الأَبُ وَقَالَ:

- لَا يَا بُنَيَّتِي، سَيَأْخُذُ وَقْتًا كَبِيرًا..

اِنْتَهَى الأَبُ مِنْ وَضْعِ الْبُذُورِ فِي التُّرْبَةِ وَأَحْضَرَ سَقَّايَةَ الْوَرْدِ وَشَرَعَ فِي سَقْيِهِ عَلَى النَّحْوِ المَطْلُوبِ..

 وَعِنْدَمَا انْتَهَى قَالَ لِاِبْنَتِهِ:

- وَالآنَ هَذَا الْوَرْدُ تَحْتَ مَسْؤُولِيَّتِكِ وَسَتَعْتَنِي بِهِ، وَيَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ سَتَرَيْنَهُ يَكْبُرُ أَمَامَ عَيْنَيْكِ، مَا رَأْيُكَ؟

فَرِحَتْ "سَلْوَى" وَقَالَتْ:

- حَسَنًا يَا أَبِي..

قَالَ الْأَبُ بِتَشْجِيعٍ:

- أَرى أَنَّكِ سَتَكُونِينَ سَعِيدَةً بِذَلِكَ وَسَتَهْتَمِّينَ بِهِ جَيِّدًا..

قَالَتْ "سَلْوَى" بِاِهْتِمَامٍ:

- بِالطَّبْعِ يَا أَبِي..

قَالَ الأَبُ:

- وَلَكِنْ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أُخْبِرَكِ بِأُمُورٍ هَامَّةٍ تَخُصُّ الوَرْدَ.

 قَالَتْ "سَلْوَى":

- مَا هِيَ؟

قصة الورد - مراحل نمو الزهور - مدونة طفلك المتميز - تميز بالقصص

قَالَ الأَبُ:

- الوَرْدُ كَائِنٌ حَيٌّ مِثْلَنَا تَمَامًا، يَعِيشُ وَيَتَنَفَّسُ، وَيَجِبُ أَنْ نُقَدِّمَ لَهُ اِهْتِمَامًا كَبِيرًا حَتَّى لَا يَذْبُلَ وَيَمُوتُ..

قَالَتْ "سَلْوَى" بِإِنْصَاتٍ:

- حَاضِر..

تَابِعُ الأَبُ:

- يَجِبُ أَلَّا نُعَامِلَهُ بِقَسْوَةٍ، وَأَنْ نَعْتَنِيَ بِهِ حَتَّى نَشُمَّ مِنْهُ رَائِحَةً زَكِيَّةً، وَكُلَّمَا نَنْظُرُ إِلَيْهُ يُمَدِّنَا بِالطَّاقَةِ الإِيجَابِيَّةِ..

رَدَّتْ "سَلْوَى":

- حَاضِر..

ذَهَبَ الأَبُ إِلَى عَمَلِهِ، بَيْنَمَا كَانَتْ "سَلْوَى" تَنْظُرُ إِلَى الْوَرْدِ وَتَتَحَدَّثُ إِلَيْهُ قَائِلَةً:

- لَا تَقْلَقْ أَيُّهَا الوَرْدُ، سَوْفَ أَهْتَمُّ بِكَ حَتَّى تَكْبُرَ، سَأَجْعَلُكَ تَعِيشُ عُمْرًا طَوِيلًا.

بَعْدَ مُرُورِ أُسْبُوعَيْنِ..

كَالعَادَةِ كُلَّ يَوْمٍ فِي الصَّبَاحِ، أَوَّلُ شَيْءٍ تَفْعَلُهُ "سَلْوَى" هُوَ أَنْ تَسْقِيَ الْوَرْدَ بِاِهْتِمَامٍ كَبِيرٍ، ثُمَّ تَقُومُ بَشَمِّ رَائِحَتِهِ الزَّكِيَّةِ فَتَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ بَالِغِةٍ.

قصة الورد - سلوى تسقي الورد مع ابيها- مدونة طفلك المتميز - تميز بالقصص

ثُمَّ أَتَتْ نَحْلَةٌ وَوَقَفَتْ عَلَى وَرْدَةٍ حَتَّى اخْتَفَتْ بَيْنَ أَوْرَاقِهَا، فَذَهَبَتْ إِلَى أَبِيهَا وَقَالَتْ لَهُ:

- لِمَاذَا تَقِفُ النَّحْلَةُ عَلَى الوَرْدِ؟ دَائِمًا مَا أَجِدُ النَّحْلَ يَغوصُ فِي الْوَرْدِ، فَلِمَاذَا؟

اِبْتَسَمَ الأَبُ لِسُؤَالٍ ابْنَتِهِ وَقَالَ مُوَضِّحًا لَهَا:

قصة الورد - نحلة تمتص الرحيق - مدونة طفلك المتميز - تميز بالقصص

- هَذَا هُوَ عَمَلُ النَّحْلِ لِكَيْ نَأْخُذُ مِنْهُ أَطْيَبَ العَسَلِ، فَالنَّحْلَةُ تَقِفُ عَلَى الوَرْدَةِ وَتَمْتَصُّ رَحِيقَهَا وَتَعُودُ لِعُشِّهَا فَتُنْتِجُ العَسَلَ..

اِبْتَسَمَتْ "سَلْوى":

- نَعَمْ فَهِمْتُ يَا أَبِي.