دَخَلَتْ
مُعَلٍّمَةُ الُّلغَةِ الْعَرَبِيَّةِ فَقامَ التَّلاميذُ احْتِرامًا لَها فَأَلْقَتْ
تَحِيَّةَ السَّلامِ:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكاتُهُ.
رَدَّ
التَّلاميذُ فِي صَوْتٍ واحِدٍ:
وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكاتُهُ.
قالَتِ
الْمُعَلِّمَةُ بِحَماسٍ:
مَنْ مِنْكُمْ مُتَشَوِّقُ لِمَعْرِفَةِ
دَرْسِ الْيَوْمِ؟ فَهُوَ في غايَةِ الْأَهَمِّيَّةِ، وَيَجِبُ جَميعُنا أَنْ نَتَعَلَّمَهُ.
هَتَفوا
جَميعاً في شَوْقٍ وَحَماسٍ:
لِنَبْدَأْ يا مُعَلِّمَةُ.
أَنا مُتَشَوِّقَةٌ.
أَنا أَيْضاً مُتَشَوِّقٌ.
فَرِحَتِ
الْمُعَلِّمَةُ وَشَرَعَتْ في شَرْحِ الدَّرْسِ، بَيْنَما كانَ التَّلاميذُ يَسْتَمِعونَ
إِلَيْها بِتَرْكيزٍ:
حَسَناً يا أَحِبَّائي، دَرْسُنا الْيَوْمَ
عَنِ النَّظافَةِ.. ماذا تَعْرِفونَ عَنْها؟!
قالَتْ
"مَرْيَمُ":
أَعْرِفُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنا عَدَمُ
إِلْقاءِ الْمُخَلَّفاتِ في مَجْرى الْمِياهِ حَتَّى نَحْصُلَ عَلى مِياهٍ نَظيفَةٍ
صالِحَةٍ لِلشُّرْبِ.
قالَتِ
الْمُعَلِّمَةُ:
أَحْسَنْتِ.
أَضافَ
"مُحَمَّدُ":
أَيْضًا نَبَّهَتْني أُمِّي إِلى عَدَمِ
إِلْقاءِ الْأَكْياسِ في الْأَرْضِ وَأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ أَضَعَها في سَلَّةِ النِّفاياتِ.
قالَت
الْمُعَلِّمَةُ:
هَذا جَيِّدٌ.
أَضافَتِ
الْمُعَلِّمَةُ هِيَ الْأُخْرى:
يَجِبُ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ أَنَّ النَّظافَةَ
لَيْسَتْ فَقَطْ عَدَمُ إِلْقاءِ الْمُخَلَّفاتِ، وَلَكِنَّ النَّظافَةَ تَشْمَلُ أَنْفُسَنا
أَيْضًا (إِنَّ اللهَ جَميلٌ يُحِبُّ الْجَمالَ) بِمَعْنى أَنَّهُ عَلَيْنا الاِعْتِناءُ
بِأَنْفُسِنا وَالاِغْتِسالُ بَيْنَ كُلِّ حينٍ وَآخَرَ، وَقَصُّ أَظافِرِنا وَتَسْوِيَةُ
الشَّعْرِ وَالاِهْتِمامُ بِالزِّيِّ الْحَسَنِ.
وَفي
نَظافَةِ الْبَدَنِ أَيْضاً شَرَعَ اللهُ الْوُضوءَ في الصَّلَواتِ الْخَمْسَةِ في
الْأَعْضاءِ الْأَكْثَرِ عُرْضَةً لِلتَّلَوُّثِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَالْوَجْهِ.
وَيَجِبُ
عَلَيْنا غَسْلُ أَيْدينا قَبْلَ الْأَكْلِ وَبَعْدَهُ، وَأَيْضاً قَبْلَ النَّوْمِ
وَبِالْأَخَصِّ لَوْ أَكَلْنا أَكْلَةً دَسِمَةً فَيَجِبُ عَلَيْنا غَسْلُ أَيْدينا
حَتَّى لا نَسْمَحَ لِلْحَشَراتِ أَنْ تَقِفَ عَلَيْها وَنَحْنُ نائِمينَ.
وَتَكونُ
النَّظافَةُ في إِماطَةِ الْأَذى عَنِ الطَّريقِ وَكَما أَنَّ هَذا يُعَدُّ صَدَقَةٌ.
اِنْتَهى
الْيَوْمُ الدِّراسِيُّ وَخَرَجَتْ "مَرْيَمُ" وَصَديقَتُها "سَمَرُ"،
وَكانَتْ "مَرْيَمُ" تَأْكْلُ بَعْضَ الْحَلْوى وَما أَنْ فَرَغَتْ مِنْ
تَناوُلِها وَضَعَتِ الْكيسَ في جَيْبِها فَلاحَظَتْ "سَمَرُ" وَقالَتْ لَها:
لَقَدِ انْتَهى الْيَوْمُ الدِّراسِيُّ،
لِماذا لا تُلْقينَهُ في الشَّارِعِ؟!
قالَتْ
"مَرْيَمُ" مُنْدَهِشَةً:
أَنَسيتي ما قالَتْهُ الْمُعَلِّمَةُ؟!
قالَتْ
"سَمَرُ" بِعَدَمِ تَذَكُّرٍ:
وماذا قالَتْ؟
رَدَّتْ
عَلَيْها "مَرْيَمُ":
لَقَدْ حَثَّتْنا عَلى النَّظافَةِ وَقالَتْ
لَنا أَنَّ الرَّسولَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) قالَ (النَّظافَةُ مِنَ الْإِيمانِ).
ضَحِكَتْ
"سَمَرُ" وَقالَتْ:
يَبْدو أَنَّني كَنْتُ
نائِمَةً في هَذِهِ الْحِصَّةِ، عَلى الْعُمومِ شُكْراً لَكِ يا صَديقَتي.