الاثنين، 30 مارس 2020

قصة : اَلْكَلامُ الْحَسَنُ

اَلْكَلامُ الْحَسَنُ - طفلك المتميز
ذَهَبَ "باسِمُ" إِلى مَطْبَخِ والِدَتِهِ لِيَسْتَسْمِحَها في الَّلعِبِ مَعَ أَصْدِقاءِهِ خارِجَ الْمَنْزِلِ، فَتَكَلَّمَ قائِلاً:

أُمِّي، هَلْ تَسْمَحينَ لي بِالَّلعِبِ مَعَ أَصْدِقائي؟

اِنْتَهَتِ الْأُمُّ مِنْ إِعْدادِ الطَّعامِ وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ قائِلَةً:
هَلْ أَنْهَيْتَ واجِبَ الْمَدْرَسَةِ أَوَّلاً؟!

أَجابَ "باسِمُ":
بِالتَّأْكيدِ يا أُمِّي، وَأَنا الْآنَ أُريدُ أَنْ أَمْرَحَ قَليلاً.

قالَتِ الْأُمُّ:
حَسَناً، اِذْهَبْ وَامْرَحْ، وَلا تَتَأَخَّرْ لِأَنَّني أَوْشَكْتُ عَلى أَنْ أُنْهِيَ الْغِذاءَ.

فَرِحَ "باسِمُ" وَصَعِدَ إِلى غُرْفَتِهِ وَأَخَذَ كُرَةَ الْقَدَمِ، وَخَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ مُتَوَجِّهاً إِلى مَكانِ اجْتِماعِ أَصْدِقائِهِ، فَقَدْ كانوا يَنْتَظِرونَهُ وَلَمْ يَبْدَأْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالَّلعِبِ حَتَّى يَأْتِيَ وَيَنْضَمَّ إِلَيْهِمْ.
 رَأَى "باسِمُ" أَنَّ مَجْموعَةً جَديدَةً اِنْضَمَّتْ إِلى أَصْدِقائِهِ فَقالَ بِتَذَمُّرٍ:
مَنْ هَؤُلاءِ؟

قالَ صَديقُهُ "نادِرُ":
هُمْ مَعَنا في الصَّفِّ وَأَرادوا الَّلعِبَ مَعَنا.

قالَ "باسِمُ" بِسُخْرِيَّةٍ لَهُمْ:
أَنْتَ أَصْلَعُ الرَّأْسِ بِالتَّأْكيدِ سَتَحْرِقُكَ الشَّمْسُ!
وَأَنْتَ بَطيءٌ في الَّلعِبِ وَلُعْبَةُ الْكُرَةِ تَحْتاجُ إِلى سُرْعَةٍ، أَلَيْسَ كَذلِكَ يا "نادِرُ"؟
وَأَنْتَ الْأَخيرُ صَغيرٌ وَلا تَعْرِفُ الَّلعِبَ وَلَسْتَ مُحْتَرِفاً مِثْلَنا.
قصة الكلام الحسن - مدونة طفلك المتميز

حَزِنَ الْأَوْلادُ وَراحَتْ حِدَّةُ الْحَماسِ بِسَبَبِ سُخْرِيَّةِ "باسِم" مِنْهُمْ بَيْنَما غَضِبَ "نادِرُ" وَقالَ:
كَفى يا "باسِمُ" لَيْسَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَسْخَرَ مِنْهُمْ.

قالَ أَحَدُهُمْ:
نَحْنُ لا نُريدُ الَّلعِبَ مَعَ "باسِم".

قالَ "نادِرُ":
أَنا مُوافِقٌ هَيَّا نَلْعَبْ بِمُفْرَدِنا وَنَتْرُكُهُ وَحيداً.

حَزِنَ "باسِمُ" كَثيراً وَشَعَرَ بِالنَّدَمِ عَلى ما فَعَلَهُ، وَعادَ إِلى أُمِّهِ وَهُوَ يَبْكي، أَلْقى الْكُرَةَ عَلى الْأَرْضِ بِغَضَبٍ، وَدَخَلَ الْمَطْبَخَ فَقالَتْ والِدَتُهُ:
ماذا حَدَثَ؟ هَلْ أَصابَكَ شَيْءٌ؟

قالَ وَهُوَ يَبْكي:
أَصْدِقائي لا يُريدونَ الَّلعِبَ مَعي، أَنا حَزينٌ جِداً.

قالَتِ الْأُمُّ:
لِماذا؟!

قالَ:
ذَهَبْتُ إِلَيْهِمْ وَرَأَيْتُ مَجْموعَةً جَديدَةً، اِنْضَمَّتْ لِلَّعِبِ مَعَنا دونَ عِلْمي فَقُمْتُ بِالسُّخْرِيَّةِ مِنْهُمْ وَبِالتَّقْليلِ مِنْ شَأْنِهِمْ.

قالَتِ الْأُمُّ:
عَلَيْنا أَنْ نَتَحَلَّى بِالْكَلامِ الْحَسَنِ فَهُوَ يَتْرُكُ أَثَراً طَيِّباً في النُّفوسِ، وَيَجْعَلُكَ مَحْبوباً بَيْنَ أَصْدِقائِكَ، عُدْ إِلَيْهِمْ وَاعْتَذِرْ عَنْ ما فَعَلْتَهُ وَهُمْ بِالتَّأْكيدِ سَيَقْبَلونَ اعْتِذارَكَ وَيَلْعَبونَ مَعَكَ.

وَبِالْفِعْلِ ذَهَبَ "باسِمُ" إِلى أَصْدِقائِهِ مَرَّةً أُخْرى وَاعْتَذَرَ لَهُمْ عَمَّا حَدَثَ وَوَعَدَهُمْ أَنْ لا يَسْخَرَ مِنْهُمْ مَرَّةً أُخْرى، فَتَقَبَّلوا اعْتِذارَهُ وَبَدَأوا في تَقْسيمِ الْفَريقِ وَالَّلعِبِ..

الأربعاء، 12 فبراير 2020

النَّظافَةُ

النظافة 1- طفلك المتميز - تميز بالقصص

دَخَلَتْ مُعَلٍّمَةُ الُّلغَةِ الْعَرَبِيَّةِ فَقامَ التَّلاميذُ احْتِرامًا لَها فَأَلْقَتْ تَحِيَّةَ السَّلامِ:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

رَدَّ التَّلاميذُ فِي صَوْتٍ واحِدٍ:
وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

قالَتِ الْمُعَلِّمَةُ بِحَماسٍ:
مَنْ مِنْكُمْ مُتَشَوِّقُ لِمَعْرِفَةِ دَرْسِ الْيَوْمِ؟ فَهُوَ في غايَةِ الْأَهَمِّيَّةِ، وَيَجِبُ جَميعُنا أَنْ نَتَعَلَّمَهُ.

هَتَفوا جَميعاً في شَوْقٍ وَحَماسٍ:
لِنَبْدَأْ يا مُعَلِّمَةُ.
أَنا مُتَشَوِّقَةٌ.
أَنا أَيْضاً مُتَشَوِّقٌ.

فَرِحَتِ الْمُعَلِّمَةُ وَشَرَعَتْ في شَرْحِ الدَّرْسِ، بَيْنَما كانَ التَّلاميذُ يَسْتَمِعونَ إِلَيْها بِتَرْكيزٍ:
حَسَناً يا أَحِبَّائي، دَرْسُنا الْيَوْمَ عَنِ النَّظافَةِ.. ماذا تَعْرِفونَ عَنْها؟!

قالَتْ "مَرْيَمُ":
أَعْرِفُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنا عَدَمُ إِلْقاءِ الْمُخَلَّفاتِ في مَجْرى الْمِياهِ حَتَّى نَحْصُلَ عَلى مِياهٍ نَظيفَةٍ صالِحَةٍ لِلشُّرْبِ.

قالَتِ الْمُعَلِّمَةُ:
أَحْسَنْتِ.

أَضافَ "مُحَمَّدُ":
أَيْضًا نَبَّهَتْني أُمِّي إِلى عَدَمِ إِلْقاءِ الْأَكْياسِ في الْأَرْضِ وَأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ أَضَعَها في سَلَّةِ النِّفاياتِ.

قالَت الْمُعَلِّمَةُ:
هَذا جَيِّدٌ.

أَضافَتِ الْمُعَلِّمَةُ هِيَ الْأُخْرى:
يَجِبُ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ أَنَّ النَّظافَةَ لَيْسَتْ فَقَطْ عَدَمُ إِلْقاءِ الْمُخَلَّفاتِ، وَلَكِنَّ النَّظافَةَ تَشْمَلُ أَنْفُسَنا أَيْضًا (إِنَّ اللهَ جَميلٌ يُحِبُّ الْجَمالَ) بِمَعْنى أَنَّهُ عَلَيْنا الاِعْتِناءُ بِأَنْفُسِنا وَالاِغْتِسالُ بَيْنَ كُلِّ حينٍ وَآخَرَ، وَقَصُّ أَظافِرِنا وَتَسْوِيَةُ الشَّعْرِ وَالاِهْتِمامُ بِالزِّيِّ الْحَسَنِ.

وَفي نَظافَةِ الْبَدَنِ أَيْضاً شَرَعَ اللهُ الْوُضوءَ في الصَّلَواتِ الْخَمْسَةِ في الْأَعْضاءِ الْأَكْثَرِ عُرْضَةً لِلتَّلَوُّثِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَالْوَجْهِ.

وَيَجِبُ عَلَيْنا غَسْلُ أَيْدينا قَبْلَ الْأَكْلِ وَبَعْدَهُ، وَأَيْضاً قَبْلَ النَّوْمِ وَبِالْأَخَصِّ لَوْ أَكَلْنا أَكْلَةً دَسِمَةً فَيَجِبُ عَلَيْنا غَسْلُ أَيْدينا حَتَّى لا نَسْمَحَ لِلْحَشَراتِ أَنْ تَقِفَ عَلَيْها وَنَحْنُ نائِمينَ.

وَتَكونُ النَّظافَةُ في إِماطَةِ الْأَذى عَنِ الطَّريقِ وَكَما أَنَّ هَذا يُعَدُّ صَدَقَةٌ.

اِنْتَهى الْيَوْمُ الدِّراسِيُّ وَخَرَجَتْ "مَرْيَمُ" وَصَديقَتُها "سَمَرُ"، وَكانَتْ "مَرْيَمُ" تَأْكْلُ بَعْضَ الْحَلْوى وَما أَنْ فَرَغَتْ مِنْ تَناوُلِها وَضَعَتِ الْكيسَ في جَيْبِها فَلاحَظَتْ "سَمَرُ" وَقالَتْ لَها:

لَقَدِ انْتَهى الْيَوْمُ الدِّراسِيُّ، لِماذا لا تُلْقينَهُ في الشَّارِعِ؟!

النظافة 2- طفلك المتميز - تميز بالقصص

قالَتْ "مَرْيَمُ" مُنْدَهِشَةً:
أَنَسيتي ما قالَتْهُ الْمُعَلِّمَةُ؟!

قالَتْ "سَمَرُ" بِعَدَمِ تَذَكُّرٍ:
وماذا قالَتْ؟

رَدَّتْ عَلَيْها "مَرْيَمُ":
لَقَدْ حَثَّتْنا عَلى النَّظافَةِ وَقالَتْ لَنا أَنَّ الرَّسولَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) قالَ (النَّظافَةُ مِنَ الْإِيمانِ).

ضَحِكَتْ "سَمَرُ" وَقالَتْ:
يَبْدو أَنَّني كَنْتُ نائِمَةً في هَذِهِ الْحِصَّةِ، عَلى الْعُمومِ شُكْراً لَكِ يا صَديقَتي.

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

مَاذا تَعْرِفُ عَنِ الَّتّلوُّثُ الْـــبيئيِ وَ أَضْرارِهِ ؟


التلوث البيئي - المحافظة على البيئة - مدونة طفلك المتميز

في السّنَواتِ الْأَخيرةِ، واجَهَ كَوْكَبُ الْأرْضِ وَلا يَزالُ، مُشكِلَةََ التَّلَوُّثِ الْبِيئيِ الّتي كانَ لَها آثارُ واضِحَةُ عَلى الْبِيئةِ وَالمُناخِ بِسَبَبِ النَّشاطِ الْبَشَرِيِّ والثّوْرَةِ الصِّناعِيّةِ، فَالْإِنْسانُ كانَ السّبَبَ الرّئيِسِيَّ في التّلوُّثِ، مُتَجاوِزًا قَوانينَ الطّبيعَةِ مِن ْخِلالِ الْمَصانِعِ والاِستِعمالِ المُفرِطِ لِلمَوادِّ الْكيميائيّةِ.

مَا هِيَ الْبِيئةُ ؟ وَ ما هُوَ التَّلَوُّثُ ؟

 اَلبيئَةُ هِيَ الوَسطُ الْحَيَويُّ الّذي تَعِيشُ فيهِ الْكائِناتُ الْحَيّةُ مُرتبِطةً بِعَلاقاتٍ وبِما يُحيطُ بِها مِن مياهٍ وَأَتْرِبَةً وَجَماداتٍ، فَالْإِنْسانُ هُوَ الكائِنُ الوَحيدُ الّذي يَتَدَخّلُ في هذِهِ الْعَلاقاَتِ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ نَظَرًا لِقُدُراتِهِ الْعَقْلِيّةِ الْكَبيرَةِ الّتي تُمَيِّزُهُ عَنْ بَقِيّةِ الْمَخْلوقاتِ. أمَّا التّلوُّث فَهُوَ ما يَنْتُج ُعَنْ تَدَخُّلِ سيِّئٍ لِلإنسانِ في الْعَلاّقاتِ الْبَيْئِيَّةِ مِنْ تَغْييرٍ في الْبيئَةِ الْمُحيطَةِ بِالْكائِناتِ الْحَيّةِ الْمُخْـتَلِفَةِ الّتي تَعيشُ في الْأوْساطِ الْبِيئِيَّةِ وَذَلِكً رَاجِعٌ لِلنّشاطِ الْبَشَرِيِّ وَما يَنْتجُ عَنْ هذا التّغييرِ مِن خللٍ في المواردِ يُعيقُ اِستِمرارَ الْحَياةِ عَلى كَوْكَبِ الْأرضِ، كَوْنَ الْإنْسانِ هُوَ الّذي يَخْتَرِعُ وَيَصْنعُ وَهُوَ الّذي يُلْقي النِّفاياتِ في غَيْر مَكانِها، وَهُوَ الّذي يتَسبّبُ في الْحَرائِقِ، وهوَ مَن طَوَّرَ التِّكْنولوجْيا الّتي تُسَبِّبُ أَضرارًا لِلبيئةِ.

وَقَدْ مَسَّ التّلوُّثُ ثَلاثَةَ عَناصِرَ أَساسِيّةً في الْبيئَةِ هِيَ الْماءُ وَالتُّرْبَةُ والْهَواءُ، مِمّا هَدَّدَ صِحَّةَ وحَياةَ الْإنْسانِ بِحَدٍّ ذاتِهِ إِضافَةً إلى الْكائِناتِ الْأُخْرى مِنْ نَباتاتٍ وحَيَواناتٍ.  فَــتَلَوُّثُ الْمِياهِ الّذي يَشمَلُ الْمِياهَ الْعذْبَةَ وَ هِيَ  الْمَصْدَرُ الْأساسيُّ الّذي يَعْتَمِدُهُ الْإنْسانُ في الشُّرْبِ،  وَتَلَوُّثُ مِياهِ الْبِحَارِ وَالمُحيطاتِ الْمَليئَةِ بِالْحَياةِ البَحْريّةِ وَ الْكائِناتِ الْمائيّةِ ناتِجٌ عَنْ تَغْييراتِ الْإنْسانِ في الْبيئَةِ وَعَنْ إلقاءِ النُّفاياتِ الضّارّةِ فيها ، أمّا العُنصُرُ الثّاني الّذي تَسَبَّبَ الْإِنْسانُ في تَلْويثِهِ فَهُوَ التُّرْبَةُ و ذلِكً راجِعً إلى اِستِخدامِ الأسمِدةِ الزِّراعيّةِ والمُبيداتِ الحشريّة بِشكلِ مبالِغِ فيه بُغيَةُ زيادةِ المنتوجِ و المحاصيل ، وكذلِك بِسببِ إلقاءِ النُّفاياتِ غيْرِ المُتَحَلِّلَةِ فيها وَ أُبْرَزُها الْبْلاسْتيكُ.
التلوث البيئي - البلاستيك - مدونة طفلك المتميز

وَلَمْ يَتَوَقَّفِ النَّشاطُ الْبَشَرِيُّ عِنْدَ هَذا فَحَسْبُ، بَلْ وَصلَ إلى تلويثِ الْهواءِ وهُوَ أَخْطَرُ أَنواعِ التّلوُّثِ عَلى الْإطْلاقِ وذلِكَ لِانْتِشارِ مَوادَّ ضارّةٍ بِالهواءِ تُلحِقُ الضّرَرَ بِالإنْسانِ وَصِحَّتِهِ، كَما تُلْحِقُ الضَّررَ بِالكائِناتِ الْحَيَّةِ الْمَوْجودَةِ في الْبيئةِ أَيْضًا.

مخاطِرُ التّلوُّثِ البيئيِ على الكائِناتِ الحيّة:

 كَما ذَكَرْنا سابِقًا فَإنّ الْإنْسانَ تَسَبَّبَ في تَلْويثِ الْعَناصِرِ الْأساسِيّةِ لِلْبيئَةِ مِنْ هَواءَ وَمِياهٍ وَتُربةٍ، هذَا التّدخُّلُ البشريُّ يُؤَثِّرُ بِشَكْلٍ مَلْحوظٍ عَلى الْكائِناتِ الْحَيَّةِ بِشَكْلٍ عامٍ وَعَلى الْإنْسانِ بِشَكْلٍ خاصٍّ، نَسْتَعْرِضُها فيما يَلي:
- عَلى الْإِنْسانِ: يَحْتَوي الْهَواءُ الْمُلَوَّثُ مُستوياتٍ عاليَةً مِنَ الْمُرَكَّباتِ الضّارّةِ كَــالْكَرْبونِ الْأسْوَدِ الّذي يُعْتَبَرُ أَحَدَ أَخْطُرِ الْمُلَوِّثاتِ والْمَوادِّ السّامَّةِ الّتي تُؤَثِّرُ على جِسمِ الإنْسانِ.  فَهُوَ يتوَغّلُ في الرِّئَتَيْنِ وَالْجِهازِ الْقَلُبِيِ ويُسبِّبُ أَمْراضَ خطيرةً.
التلوث البيئي - امراض تنفسية و حساسية - مدونة طفلك المتميز

 كَما أَكَّدَتْ بَعْضُ الدِّراساتِ أَنَّ التّعرُّضَ لِلْجُسَيْماتِ الدَّقيقَةِ هُوَ عامِلٌ أَساسِيٌّ في الِإِصابَةِ بِسَرَطانِ الرِّئَةِ، وَالْأَمْراضِ التّنَفُّسِيّةِ، فيما يُؤَدّي تَلَوُّثُ تُربةِ الْأَراضي الزِّراعِيةِ إِلى الْإِضْرارِ بِالْإنْسانِ نَظَرًا لِاحْتِمالِ تَلوُّثِ الِمَحاصيلِ الزِّراعِيّةِ الّتي يَعْتَمِدُها الْإنْسانُ كَمَصْدَرٍ أَساسِيٍّ لِلتّغْذِيَةِ مِمّا يَتَسَبَّبُ في تَشْكيلِ خَطَرٍ حَقيقيٍّ عَلى حَياةِ الْإِنْسانِ.
- عَلى الْحَيَواناتِ: تتأثّرُ كُلُّ مِن الحياةِ البحريّةِ والبرّيّةِ بِالتّلوُّثِ البيئيِ فتتعرّضُ الحيَواناتِ في المناطِقِ المُلوّثةِ إلى مُستوياتٍ كبيرةٍ مِن المُلوّثاتِ المُختلِفةِ الّتي يُعتبرُ الكلوَرين العُضويِّ والمعادِنُ الثّقيلةُ فتزيدُ مِن قابِليّةٍ للإصابة بِالأمراضِ المُعديَةِ وغيْر المُعديَة وبِالتّالي موْتها.
- عَلى الْغِطاءِ النّباتيِّ: تُؤثِّرُ الْمُلَوِّثاتُ وَبِشَكْلٍ خاصِّ اِلْمَوادُّ الْكيميائِيّةُ، عَلى الْحالَةِ الشّكْليِّةِ وَالْفيزْيولوجِيَّةِ لِلنَّباتَاتِ، بِالْإِضافَةِ لِحالَتِها الْبْيوكيمِيائيةِ الَّتي تَتَعَلَّقُ بِمُحْتَواها مِنَ الْأصْباغِ وَالْإنْزيماتِ َوالسُّكّريّاتِ.

حُلولُ مُقترحةٌ لِلتّقليلِ مِن آثارِ التّلوُّثِ البيئيِ:

- فَرْضُ قَوانينَ صارِمَةً عَلى الْمَصْنَعِ تُجْبِرُهُمْ عَلى مُعالَجَةِ النُّفاياتِ الْمُصَنَّعَةِ وَالمِياهِ الْمُستعملةِ في الْأَعْمالِ الصِّناعِيّةِ الْخاصَّةِ بِهِمْ.
- مَنْعُ اِستِخْدامِ الْمِياهِ الْمُسْتَعْمَلَةِ قَبْلَ مُعالَجَتِها في سِقايَةِ الْمَزْروعاتِ لِاحْتِوائِها عَلى مَوادَّ سامَّةٍ خَطيرةٍ.
- مَنْعُ رَمْيِ النُّفاياتِ في الأنْهارِ وَالْأَوْدِيَةِ.
- تَوْعِيَةُ الْمُواطِنينَ لِمَخاطِرِ رَمْيِ النُّفاياتِ في الْأَماكِنِ غَيْرِ الْمُخَصَّصَةِ لَها وآثارِ التّلوُّثِ عَلى الْإنْسانِ والْبيئَةِ.
- اِسْتِعمالُ مَصادِرَ جَديدةٍ لِلطّاقَةِ مِثلُ الطّاقَةِ المُتَجَدِّدةِ، كَطاقَةِ الشَّمْسِ والرِّياح ِوالْمِياهِ، والّتي تَكونُ أَقَلَّ تَلْويثاً لِلْبيئةِ عَكْسَ النَّفْطِ ومُشْتَقّاتِهِ.
- إِعادَةُ تَدْويرِ النُّفاياتِ وَالمُخلَّفاتِ الصِّناعِيّةِ واِسْتِعْمالِها في مَجالاتٍ أُخْرى.
التلوث البيئي - مدونة طفلك المتميز - الحفاظ على البيئة


الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

شَغِّلْ عَقْلَكَ - لَــوِّنْ وَ تَمَتَّعْ

إِلَيْكَ عَزيزي الْمُجْتَهِدُ مَجْموعَةً مُتَمَيِّزَةً مِنَ الرُّسومِ وَ الْمَتاهاتِ 

أ- اِرْبِطْ كُلَّ زَوْرَقٍ شِراعِيٍّ بِالْبالونِ الْمُناسِبِ لَهُ عَنْ طَريقِ الْحَبْلِ مَعَ تَدْوينِ النَّتيجَةِ الْحٍسابِيَّةِ 

الطفل المتميز - تميز بالتفكير - متاهات و اعداد 1
متاهة حسابية زوارق و أعداد - طفلك المتميز

ب- واصِلِ النٍّقاطَ بِالتَّرْتيبِ مِنْ رَقْمِ 1 إِلى عَدَدِ 28 لْتَحْصُلَ عَلى شَكْلٍ جَميلٍ جِدّاً. إِنَّهُ حَيَوانٌ أَليفٌ يَعيشُ بَيْنَنا. ما هُوَ يا تُرى ؟

تميز بالرسم و التلوين - قطة جميلة
طفلك المتميز - صل النقط و احصل على حيوان أليف

ج- الآنَ، لَدَيْنا مَتاهَتانِ صَغيرَتانِ نَتَعَلَّمُ بِهِما الْحِسابَ : سَواءً الْجَمْعُ أَوِ الطَّرْحُ . عَزيزي الْمُتَمَيِّزُ، قُمْ بِالْعَمَلياتِ أَوَّلاٌ ثُمَّ ابْحَثْ عَنِ الطَّريقِ الصَّحيحِ الَّذي يوصِلُكَ إِلى النَّتيجَةِ السَّليمَةٍ .

1- اِجْمَعْ عَدَدَ الْكُراتِ حَسَبَ لَوْنِها وَ قُمْ بِمَدِّها بِاللَّوْنِ نَفْسِهِ أَحْمَرُ أَوْ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ، نَحْوَ الرَّقْمِ الْمُناسِبِ لَها :

الطفل المتميز - تميز بالتفكير - متاهات و اعداد
2- اُحْسُبِ الْفَرْقَ ثُمَّ قُمْ بِوَصْلْهِ مَعَ الْعَدَدِ الْمُناسِبِ مِنَ الْجِهَةِ الْيُمْنى مِنَ الْشَّكْلِ :

الطفل المتميز - تميز بالتفكير - متاهات و اعداد 2
د- وَقْتُ التَّلْويـــــــــــــــنِ 



اِخْتَرْ كُلَّ الْأَلْوانِ الْمُحَبَّبَةِ إِلَيْكَ و َ تَمَتَّعْ بِتَلْوينِ هَذا الْحَيَوانَ. بِالْمُناسَبَةِ، ما اسْمُ هَذا الْحَيَوانِ ؟؟؟

تميز بالرسم و التلوين - الاسد

أَرْجو أَنْ تَكونوا قَدِ اسْتَمْتَعْتُمْ بِوَقْتِكُمْ أَحِبَّائي وَ إِلى جَديدٍ آخَرَ بِحَوْلِ اللهِ

طفلك المتميز - وقت الرسم و التلوين

رِحْلَةٌ إِلَى السُّوقِ

طفلك المتميز - رحلة الى السوق - 0


جَاءَتِ الْعُطْلَةُ الصَّيْفِيَّةُ ، فَأَرَادَ الأَبَوَانِ أَنْ يَسْتَغِلاَّ تِلْكَ العَطْلَةِ فِي قَضاءِ وَقْتٍ مُمْتِعٍ وَمُفِيدٍ..

قالَتِ الْأُمُّ:
-الْيَوْمَ سَنَذْهَبُ إِلَى السُّوقِ وَكُنْتُ أُفَكِّرُ فِي أَخْذِ "نَدَى وَأَحْمَدَ" مَعَنَا ما رَأْيُكَ؟

أَجابَ الْأَبُ مُسْتَحَسِناً الْفِكْرَةَ:
-هَذا جَيِّدٌ.

ثُمَّ نادَى عَلَى وَلَدَيْهِ فَجَاءَا إِلَيَهِ وَكَانَا يَلْعَبَانِ الْكُرَةَ وَمَلابِسُهُما مُتَّسِخَةٌ، فَقَالَ لَهُمَا:
-هَيَّا بَدِّلاَ مَلابِسَكُمَا بِأُخْرَى نَظِيفَةٍ، الْيَوْمَ سَنَذْهَبُ جَمِيعاً إِلى السُّوقِ الْكَبِيرَةِ.

فَرِحَ الْأَبْنَاءُ، وَفَعَلَا مَا قَالَ لَهُما أَبُوهُما، بَيْنَمَا خَرَجَ الْأَبُ وَجَهَزَ عَرَبَتَهُ اسْتِعْدَاداً لِلذَّهَابِ، وَخَرَجَتِ الْأُمُّ وَجَلَسَتْ بِجِوارِ الْأَبِ وَالْأَبْناءِ فِي الْخَلْفِ..

قالَ الْأَبُ:
-هَلْ تَذْكُرُونَ دُعاءَ الرُّكُوبِ؟
قَالَ الْجَمِيعُ بِصَوْتٍ واحِدٍ:
-سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ.
قالَتِ الْأُمُّ:
-أَحْسَنْتُما.

رَكَنَ الْأَبُ السَّيَّارَةَ بِجِوَارِ "السُّوبَرِ مَارْكِت"، وَ دَخَلَ الْجَمِيعُ فَرَأَتْ نَدَى عَرَبَاتٍ مَصْفُوفَةً بِجِوارِ بَعْضِهَا، بَيْنَمَا لَاحَظُ "أَحْمَدُ" أَنَّ السُّوقَ كَبِيرَةٌ وَنَظِيفَةٌ وَمُرَتَّبَةٌ تَرْتِيباً جَمِيلاً، فِي حِينِ سَحَبَ الْأَبُ عَرَبَةَ.. وَقَالَ لَهُمْ:
-عِنْدَ دُخُولِنَا السُّوقَ لَا نَفْعَلُ أَيَّ شَيْءٍ إِلَّا بَعْدَ أَنْ نَقُولَ الدُّعَاءَ، حَتَّى يُبارِكَ اللهُ لَنا فِيمَا نَشْتَرِيهِ.
قالَتْ "نَدَى":
-وَمَا هَذا الدُّعاءُ يَا أَبِي؟

قالَ الْأَبُ:
-"لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ كُلُّهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، حَتَّى يَكْتَبَ اللهُ عَزَّ و جَلَّ لَنَا أَلْفَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَيَمْحُوَ عَنَّا أَلْفَ ألْفٍ سَيِّئَةٍ.

طفلك المتميز - رحلة الى السوق - 1

دَخَلَتِ الْأُمُّ إلَى قِسْمِ اللُّحُومِ، فَهَذا الْقِسْمُ كَبِيرٌ وَمُقَسَّمٌ إِلَى أَصْنافَ كَثِيرَةٍ مِثْلَ الأَسْمَاكِ وَالدَّوَاجِنِ وَلَحْمِ الْأَغْنَامِ والإِبِلِ وَأَنْواعَ كَثِيرَةً... فَطَلَبَ "أحْمَدُ" مِنْ والِدَتِهِ سَمَكاً بَيْنَما طَلَبَتْ "نَدَى" دَجاجَةً..

ثُمَّ تَوَجَّهُوا جَمِيعاً إِلَى قِسْمِ الْحَلْوَى، فَأَخَذَتِ الْأُمُّ تَضَعُ فِي الْعَرَبَةِ المُرَبَّى، البِسْكَوَيْتٍ، وَغَيْرِهَا... الْتَقَطُّ "احْمَدُ" عُلْبَةَ بِسْكَوِيتٍ وَشَرَعَ فِي فَتْحِها فَقالَتْ لَهُ والِدَتُهُ:
-لا يَحِقُّ لَنَا تَنَاوُلُ الْمُشْتَرَيَاتِ حَتَّى نَدْفَعَ النُّقُودِ.
فَهِمَ "أَحْمَدُ" وَسَمِعَ كَلَامَ والِدَتِهِ فَوَضَعَ الْبَسْكَوَيْتَ مَكَانَهُ..

انْتَهَى التَّسَوُّقُ وَلاشَكَّ أَنَّ الْأَبْنَاءَ قَدْ تَعَلَّمُوا دُرُوساً عَظِيمَةً فِي هَذَا الْيَوْمِ..

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

لا مَزيدَ مِنَ الخَجَل بَعْدَ اليَومِ

تميز بالقصص - طفلك المتميز - فرح و مرح

##### قصة اليوم أعزائي حول أضرار الخجل و الخوف من الخطإ  ######
"فَرَح" و "مَرَح" شقيقَتان في الصّفِّ الثّاني الابتدائيِّ ، تَوْأمٌ جميلٌ ، تتشابهان في كُلِّ شيءٍ باستثناءِ شيءٍ واحدٍ ، و هو أنَّ "فرح" شديدةُ الخَجَلِ ، بينما "مرح" جَريئَةٌ و لا تشعُرُ بالخجلِ أمامَ الناسِ ...
كانَتا تجلِسانِ في المقعَدِ ذاتِه في صفِّهما ، و عندما تسألُ المُعَلِّمةُ تلاميذَها سُؤالاً كانت "فرح" تعرِفُ الإجابةَ دائماً ، فهي متفوِّقةٌ أكثرُ من أيِّ طفلٍ في المدرسةِ بلْ أكثرُ من أُختِها "مرح" ، لكنّها كانت تخجَلُ مِن أن ترفعَ يدَها لتُجيبَ على السُّؤالِ و تخافُ أحياناً مِن أن تكونَ إجابَتُها خاطئةً ، فكانت "مرح" تنقُلُ الإجابةَ من "فرح" و ترفعُ يدَها لتُجيبَ على السؤالِ و تأخذَ درَجَتَه تامّةً ، و هكذا تَمُرُّ أيّامُهما في المدرسة ...
و أمّا في البيتِ فلَم يكن الحالُ مُختلِفاً كثيراً ، ففي أحدِ الأيامِ ذهَبَت "فرح" مع أمِّها إلى طبيبِ الأسنانِ ، و كانت أسنانُ "فرح" تؤلِمُها ، فسألَها الطّبيبُ عن موضِعِ الألَمِ ، و دَلَّتهُ على أَحَدِ الأسنانِ التي تؤلِمُها ، فكَشَفَ عليهِ و أصلَحَه بما يلزَمُ و أعطاها الدّواءَ المناسِبَ ، لكنَّ سِنّاً آخرَ في الجّهةِ المُقابِلةِ كان يؤلِمُها أيضاً ، فخَجِلَت "فرح" أن تقولَ للطّبيبِ بعدَ أن انتهى مِن عمَلِهِ بأنَّ سنّاً آخرَ يؤلِمها ، فصَمَتَت و عادَت معَ أمِّها إلى البيت ...
و في إحدى المرّاتِ أيضاً ، خرجَت "فرح" و "مرح" مع أمِّهما إلى السّوقِ لشِراءِ أحذيةٍ جديدةٍ ، للذّهابِ بها إلى حفلةِ تكريمِ المُتفوِّقينِ التي ستُقامُ عندَ صدورِ النّتائجِ المدرسيّةِ ، و جالَت الأمُّ و ابنَتَاها في أرجاءِ السوقِ حتّى دخَلْنَ إلى أحدِ محلّاتِ بيعِ الأحذيةِ ، و بدأت "مرح" تلبِسُ حذاءً تلوَ الآخرِ و تُجَرِّبُ جميعَ الأحذيةِ حتّى تختارَ الأجملَ و الأنسَبَ ، بينما اختارت "فرح" حِذاءً أعجَبَها و أخبَرَت والِدَتَها عنه ، فطلَبَت الأمُّ من صاحبِ المحلِّ أن يعطيَها إيّاهُ لتَراهُ ، و لبست "فرح" الحذاءَ لتُجَرّبَه ، و لكنّه كان ضيِّقاً على قدَمِها ، و قد مَنَعَها خجلُها من أن تطلُبَ من صاحِبَ المحلِّ أن يعطيَها المقاسَ الأكبرَ ،فوافَقَت على هذا الحذاءِ و انصرفت برِفقةِ أختِها و أمّها إلى المنزلِ بعد أن اشتَرَينَ ما يلزَمُهُنَّ من السّوقِ ...
مرَّت الأيّامُ و حــانَ موعدُ صدورِ النتائـجِ في المدرســةِ ، و استيقظـت كـلٌّ من "فرح" و "مرح" في الصباحِ الباكرِ و بدأَتا بالاستعدادِ و التَّجَهُّزِ للذّهابِ إلى المدرسةِ لحضورِ حفلةِ التّكريمِ و معرفةِ نتيجةِ كلٍّ منهما ، لكنَّ أمراً قد عكّرَ صفوَ هذا الصّباحِ ، فعندما أرادَت "فرح" أن تلـبسَ الحذاءَ الجديـدَ كان ضيِّقاً جدّاً و لم تستطِـع السّيرَ به ، فخلَعَتــه و لبست حذاءَها القديمَ ثمَّ انطلَقت مع أختِها و أمّها إلى المدرسةِ و هي حزينةٌ لأنّ جميعَ الأطفالِ يلبسونَ الأحذيةَ الجديدةَ في هذا اليومِ ، و هي ستظهرُ بحذائِها القديمِ ...
حاولَت "فرح" أن تنسى الأمرَ لِتتمكّنَ من الاستمتاعِ بلحظاتِ الاحتفالِ بتفوّقِها بعد قليلٍ ، و أنصَتَت جيّداً إلى صوتِ المُديرةِ و هي تُذيعُ أسماءَ المتفوّقين ، لكنَّ ما فاجأها هو أنَّ اسمَها لم يُذكَر في قائمةِ التلاميذِ المتفوّقين بينما كان اسمُ "مرح" موجوداً في القائمةِ ، فظنَّت "فرح" أنَّ هنـاك خطأً ما ، فدرجاتُ امتحاناتِ "فرح" تتفوَّقُ على درجــاتِ الجميعِ ، و على درجات "مرح" أيضاً...
هذا صحيح ... لكنَّ درجاتِ المُشارَكةِ الشَّفَهِيَّةِ خلالَ العامِ كانت مُتدنِّيةً جداً عندَ "فرح" و قد حصلَت على واحدٍ فقط من عشَرةٍ ،  و هذا أمرٌ مؤثِّرٌ على النتيجةِ النهائيةِ ، و كما تَعلَمون ... فقد كانت "فرح" تخجلُ من أن تُشارِكَ في الإجابةِ على الأسئلةِ التي تطرحُها المعلّمةُ خلالَ أيّامِ العامِ الدراسيِّ ...
حزِنَت "فرح" كثيراً على هذه النتيجة المُفاجِئةِ ، لكنَّ ما زادَ حُزنَها و ألَمَها ، هو ذلك الألمُ الذي أرهَقَ أسنانَها و منعَها من مشاركةِ الأطفالِ في تناولِ الحلويّاتِ اللذيذةِ في هذه الحفلةِ ، فمنذُ أن عادت "فرح" من عندِ طبيبِ الأسنانِ و حالةُ سِنِّها الذي لم تُخبِر عنهُ الطبيبَ يزدادُ سوءاً يوماً بعدَ يومٍ و الألمُ ينتقِلُ من سنٍّ إلى آخر ...
انتهت الحفلةُ أخيراً و عادَت "مرح" و "فرح" إلى المنزِلِ بوَجهَين مُتناقضين ، فعلاماتُ السّعادةِ تظهرُ على وجهِ "مرح" التي استمتعت بيومٍ من أجملِ الأيامِ ، و علاماتُ الضَّجَرِ و الحزنِ بادِيةٌ على وجهِ "فرح" التي شهدَت يوماً من أسوأ الأيّام ...
تميز بالقصص - طفلك المتميز - فرح و مرح 1

لكنها تعلّمَتِ اليومَ درساً مُهِمّاً جداً ، و قامت بإلصاقِ ورقةٍ كبيرةٍ فوقَ سريرِها و كتبت عليها : "لا مَزيدَ من الخَجَلِ بعدَ اليوم " .

الاثنين، 29 أكتوبر 2018

قِصَّة : (القِرَاءَةُ مُفِيدَةٌ)

طفلك المتميز - تميز بالقصص - احب القراءة -


ذَاتَ يَوْمٍ جَمِيلٍ تَعْلُوهُ سَمَاءٌ صَافِيَةٌ، وَصَوْتُ زَقْزَقَةِ العَصَافِيرِ يُشْعِرُ بِالسَّعَادَةِ، دَخَلَتِ الأُمُّ عَلى غُرْفَةِ اِبْنِهَا "حَامِد" لِتُوقِظَهُ لِأَنَّهُ حَانَ وَقْتُ المَدْرَسَةِ..
اِسْتَيْقَظَ "حَامِدُ" فِي نَشَاطٍ كَبِيرٍ لِأَنَّهُ يُحِبُّ المُدَرِّسَةَ وَالحِصَصَ وَاللَّعِبَ وَأَصْدِقَاءَهُ.. تَنَاوَلَ طَعَامَ الفُطُورِ وَنَزَلَ عَلَى الدَّرَجِ بِسُرْعَةٍ لِيَلْحَقَ "بَاصَ المَدْرَسَةِ"..
فِي حِصَّةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ قَالَتِ المُعَلِّمَةُ:
- مَنْ مِنْكُمْ يُحِبُّ القِرَاءَةَ؟
رَفَعَ كَثِيرٌ مِنْ الطُّلَّابِ يَدَهُمْ بِعَفْوِيَّةٍ إِلَاَّ "حَامِدُ". فَلَاحَظَتِ المُعَلِّمَةُ ذَلِكَ وَقَالَتْ لَهُ:
- وَأَنْتَ يَا "حَامِدُ" أَلَا تُحِبُّ القِرَاءَةَ مِثْلَ أَصْدِقَاءِكَ؟
وَقَفَ "حَامِدُ" اِحْتِرَامًا لِلمُعَلِّمَةِ وَقَالَ:
- بَلى أُحِبُّهَا، وَلَكِنْ أَجِدُ الْمَلَلَ عِنْدَ قِرَاءَةِ القِصَصِ المُفِيدَةِ، فَدَائِمًا أَبِي يَأْخُذُنَا فِي جَوْلَةٍ إِلَى مَكْتَبَاتٍ كَثِيرَةً لِنَسْتَفِيدَ مِنْ القِصَصِ وَالكُتُبِ وَيَشْتَري لِيَ الكَثِيرَ فَأَقْرَأُ مِنْهَا ثَلَاثَ صَفَحَاتٍ عَلَى الأَكْثَرِ وَأَتْرُكُهَا..
طفلك المتميز - تميز بالقصص - احب القراءة
طفلك المتميز - تميز بالقصص - لا اقرأ كثيرا
اِبْتَسَمَتِ المُعَلِّمَةُ وَقَالَتْ لَهُ:
- وَهَذَا لِأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ أَهَمِّيَّةَ القِرَاءَةِ، أَوْ لَا تُعَوِّدُ نَفْسَكَ عَلَى القِرَاءَةِ.
ثُمَّ قَالَتِ المُعَلِّمَةُ لِلطُّلَّابِ جَمِيعِهُمْ:
- اِسْمَعُونِي أَحِبَّائِي، كَثِيرٌ مِنَّا لَا يَعْلَمُ أَهَمِّيَّةَ القِرَاءَةِ لَنا، فَيَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا لِمَاذَا نَقْرَأُ؟ أَنَا سَوْفَ أُجِيبُكُمْ لِأَنَّ كَثِيراً مِنْكُمْ لَا يَعْرِفُ الإِجَابَةَ..
القِرَاءَةُ تُنَمِّي عُقُولَنَا وَتَجْعَلُنَا مُثَقَّفِينَ وَفَاهِمِينَ مَا يَدُورُ حَوْلَنَا.. وَتَجْعَلُنَا نَكْتَشِفُ عالَماً جَدِيداً.. وَنَعْرِفُ المَاضِيَ، مِثْلَ الآثَارِ وَتَارِيخِ البَلْدَةِ الَّتِي نَعِيشُ فِيهَا.. وَأَيْضًا تَجْعَلُنَا نَسْتَمْتِعُ بِأَوْقَاتِ فَرَاغِنَا.. وَبِالقِرَاءَةِ نُدَرِّبُ عُقُولَنَا وَنُطَوِّرُهَا وَنَأْخُذُ قَرَارَاتٍ صَائِبَةَ نَحْوَ المَوَاقِفِ الصَّعْبَةَ الَّتِي تُوَاجِهُنَا.
اِبْتَسَمَ "حَامِدُ" لِكَلَامِ المُعَلِّمَةِ وَشَعَرَ بِحَمَاسٍ لِلقِرَاءَةِ، فَقَالَتِ المُعَلِّمَةُ لَهُ:
- وَالآنَ سَوْفَ أُعْطِيكَ نَصَائِحَ لِتَتَغَلَّبَ عَلَى المَلَلِ الَّذِي يَأْتِيكَ وَأَنْتِ تَقْرَأُ.. يَجِبُ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ القِرَاءَةَ تَحْتَاجُ إِلَى تَعَوُّدٍ وَصَبْرٍ، وَأَنْتَ بِشِرَائِكَ لِلقِصَصِ قَدْ فَعَلْتَ خُطْوَةً رَائِعَةً وَلَكِنَّكَ لَمْ تُكْمِلْهَا، لِذَلِكَ أَنْصَحُكَ عِنْدَ شَرَائِكَ لِلقِصَصِ أَنْ تَخْتَارَ قِصَصاً قَصِيرَةً ذَاتَ صَفَحَاتٍ قَلِيلَةً.. عِنْدَ الاِنْتِهَاءِ مِنْ القِرَاءَةِ تَحَدَّثْ مَعَ وَالِدَيْكَ عَنْ مَا اِسْتَفَـدْتَــهُ فِي هَذَا الكِتَابِ، فَهَذِهِ الخُطْوَةُ تُشَجِّعُكَ لِلقِرَاءَةِ أَكْثَرَ.. خَصِّصْ وَقْتًا لِلقِرَاءَةِ فَقَطْ..
طفلك المتميز - تميز بالقصص - اشتري الكتب مع ابي
طفلك المتميز - تميز بالقصص - اشتري الكتب مع ابي
قَالَ "حَامِدُ" فِي سُرُورٍ:
- هَذَا جَيِّدٌ يَا مُعَلِّمَتِي، أَشْكُرُكِ كَثِيرًا..
عَادَ "حَامِدُ" إِلَى البَيْتِ بِسَعَادَةٍ، وَعِنْدَمَا أَنْهَى وَاجِبَاتِ المَدْرَسَةِ خَرَجَ مِنْ غُرْفَتِهِ عَلَى الفَوْرِ إِلَى مَكْتَبَةِ أَبِيهِ وَجَلَبَ قِصَّةً قَصِيرَةً تَتَحَدَّثُ عَنْ "الوَفَاءِ بِالوَعْدِ " وَجَلَسَ يَقْرَأُ.. تَعَجَّبَتْ أُمُّهُ مِنْ فِعْلِهِ فَسَأَلَتْهُ:
- أَخْبِرْنِي يَا "حَامِدُ" مَنْ شَجَّعَكَ عَلَى القِرَاءَةِ؟
 رَدَّ فِي سُرُورٍ:
- إِنَّهَا مُعَلِّمَتِي. وَالآنَ سَوْفَ أَقْرَأُ لِتَعَلُّمِ أَفْكَارَ جَدِيدَةٍ، وَأَسْتَفِيدُ مِنْ وَقْتِ فَرَاغِي.

جميع الحقوق محفوظة لــ طفلك المتميز 2018 ©